كرونو

None

معقل الميرينغي من الصفر: "لم يجدوا شيئاً هنا"

وصل وفد ريال مدريد المسؤول عن تنظيم رحلات الفريق الأول إلى "حديقة ذا غاردنز نورث كاونتي" في ميامي، قبل عام من الآن، في مهمة استطلاعية لمعاينة مقر النادي الملكي المؤقت الذي سيحتضن تدريبات الفريق خلال بطولة كأس العالم للأندية. لكن المفاجأة كانت صادمة؛ فلم يكن هناك "شيء على الإطلاق" يستدعي أن يكون جاهزاً لاستقبال فريق بحجم ريال مدريد.

لم يجد الوفد أي مرافق جاهزة: لا غرف تبديل ملابس، ولا حمامات، ولا حتى ملاعب ذات جودة عالية. كان التحدي كبيراً، ويتطلب عملاً مضنياً لتجهيز كل شيء قبل انطلاق أول حصة تدريبية بقيادة تشابي ألونسو. تحولت المهمة من مجرد تهيئة بسيطة إلى ضرورة تحويل حديقة عامة في فلوريدا إلى قاعدة عمليات متكاملة للنادي الملكي خلال المرحلة الأولى من البطولة في ميامي. والمثير للدهشة أن هذه المنشأة مصنفة كمقر رسمي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لكأس العالم 2026، ما جعل الصدمة أكبر عند معاينة الواقع على الأرض؛ فالتعديلات الطفيفة شيء، وبناء معقل رياضي من الصفر شيء آخر تماماً.

تبلغ مساحة الحديقة البلدية 33 هكتاراً، وقد افتتحت عام 2019، وتضم عشرة ملاعب عشبية مضاءة مصممة لتتوافق مع لوائح الفيفا. ورغم ذلك، تطلّب الأمر تجديداً خاصاً للملعبين رقم 1 و 2، حيث تم تزويدهما بعشب عالي الجودة وأنظمة تصريف سريعة. وقد أمكن إنجاز هذا التجديد وصيانة الملاعب بفضل دعم مالي بلغ نحو 100 ألف دولار من "لجنة بالم بيتش كاونتي للرياضة" ومن ريال مدريد نفسه، الذي طلب ترك الأرض "تتنفس" خلال العام الأخير قبل أن يبدأ هو بنفسه في تغيير العشب. ولم تكن أرضية الملاعب هي التحدي الوحيد، فقد اضطر النادي الملكي إلى بناء عدة هياكل مؤقتة لتهيئة مقره الخاص في ميامي، شملت خياماً مكيفة، وغرف تبديل ملابس وحمامات متنقلة، ومناطق للاستشفاء بالماء البارد، وصالة ألعاب رياضية متنقلة. "لم يكن لديهم شيء هنا، لقد فعلنا كل شيء بأنفسنا"، هكذا أكدت مصادر من النادي لماركا، مشيرة إلى أن الهدف كان إنشاء منشأة مشابهة قدر الإمكان لمجمع فالديبيباس الرياضي الشهير.

يتميز الدخول إلى منطقة التدريبات بالخصوصية، وقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل غير معتاد، حيث أقيم مركز شرطة متنقل بجوار ملاعب تدريب ريال مدريد مباشرة، بينما لا يزال الدخول متاحاً للجمهور في بقية أجزاء الحديقة. يُذكر أن هذه الحديقة قد تم اختيارها من قبل الفيفا لاستضافة فرق من كأس الكونكاكاف الذهبية، وكوبا أمريكا، وكأس العالم 2026، بالإضافة إلى أكاديميات مختلفة تابعة لدوريي MLS و NWSL، مما يؤكد أهميتها الاستراتيجية رغم التحديات الأولية التي واجهها النادي الملكي.

عرض المحتوى حسب: